فصل: الفوائد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

{يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا} كلام مستأنف مسوق لخطاب أهل الكتاب عامة على طريق الالتفات. ويا حرف نداء للمتوسط، وأهل الكتاب منادى مضاف منصوب، وقد حرف تحقيق، وجاءكم فعل ماض ومفعول به مقدم، ورسولنا فاعل مؤخر {يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ} الجملة حالية من {رسولنا} ولكم متعلقان بيبيّن، وكثير مفعول به، ومما جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ل {كثيرا} وما اسم موصول وكنتم كان واسمها، والجملة صلة، وجملة تخفون في محل نصب خبر كنتم، ومن الكتاب جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من العائد المحذوف {وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} الجملة معطوفة على جملة {يبين} الحالية داخلة في حكمها {قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ} جملة مستأنفة مسوقة لبيان الفائدة من مجيء الرسول. ومن اللّه جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال، لأنه كان في الأصل صفة لنور، وتقدم عليه. ونور فاعل {جاءكم}، وكتاب عطف على {نور}، ومبين صفة {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} الجملة صفة لكتاب، وبه متعلقان بيهدي، واللّه فاعل، ومن اسم موصول مفعول به، وجملة اتبع رضوانه صلة الموصول، وسبل السلام مفعول به ثان على السعة ليهدي، أو منصوب بنزع الخافض، والجار والمجرور متعلقان بيهدي {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} الواو عاطفة، ويخرجهم معطوف على يهدي، والهاء مفعول به، ومن الظلمات متعلقان بيخرجهم، وكذلك إلى النور، وبإذنه جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال {وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} عطف على ما تقدم، وقد تقدم إعرابه كثيرا.

.البلاغة:

في قوله تعالى: {من الظلمات إلى النور} استعارتان تصريحيتان أصليتان، يقصد بالأولى الضلال وبالثانية الهدى والايمان، والعلاقة المشابهة، وقد لفظ المشبه واستعير بدله لفظ المشبه به، ليقوم مقامه، بادعاء أن المشبه به هو عين المشبه، وهذا أبعد مدى في البلاغة، وأدخل في بابها، ولما كان المشبه به مصرحا به في هذا المجاز سميت الاستعارة تصريحية، وسميت أصلية لأنها جارية في الاسم. ومن الاستعارة التصريحية قول أبي الطيب:
وأقبل يمشي في البساط فما درى ** إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي

فقد شبه سيف الدولة بالبحر ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به وهو البحر للمشبه وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحية، والقرينة: فأقبل يمشي في البساط، وكذلك يقال في تشبيه سيف الدولة بالبدر.

.[سورة المائدة: آية 17]

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}.

.اللغة:

{يَمْلِكُ}: تقول العرب: ملك فلان على فلان أمره إذا استولى عليه فضار لا يستطيع أن ينفذ أمرا ولا أن يفعل شيئا إلا به وبإذنه.
قال ابن دريد في وصف الخمر التي لم يكسر المزاج حدتها ولم تبطل النار تأثيرها:
لم يملك الماء عليها أمرها ** ولم يدنّسها الضّرم المحتضى

وقوله تعالى: {فمن يملك من اللّه شيئا} أبلغ من مثل هذا القول، لأنه نفى أن يملك أحد بعض أمره تعالى، فضلا عن ملك أمره كله، فصار المعنى أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يردّ أمره ويحوّله عن إرادته بوجه ما.

.الإعراب:

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} اللام واقعة في جواب قسم محذوف، وقد حرف تحقيق، وكفر فعل ماض والذين فاعله، وجملة قالوا صلة الموصول، وجملة القسم مستأنفة، وجملة قد كفر لا محل لها لأنها جواب القسم، وإن واسمها وخبرها مقول القول وهو ضمير فصل يفيد الحصر لا عمل له والمسيح خبر إن، أو {هو} مبتدأ والمسيح خبر، والجملة خبر إن، وابن مريم بدل أو نعت {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} الجملة مستأنفة، وقل فعل أمر وفاعله أنت، والفاء عاطفة على جملة محذوفة هي مقول {قل}، أي: قل تبكيتا وإظهارا لبطلان قولهم. ومن اسم استفهام انكاري مبتدأ، وجملة يملك خبر، ومن اللّه جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال أو بيملك، وشيئا مفعول به {إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ} الجملة الشرطية مفسرة لا محل لها، وإن شرطية، وأراد فعل الشرط، وأن وما في حيزها في تأويل مصدر مفعول أراد، والمسيح مفعول به، وابن مريم بدل أو نعت، وأمه عطف على المسيح، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، أي: فمن يملك من اللّه شيئا {وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} الواو عاطفة، ومن اسم موصول معطوف على المسيح وأمه، وفي الأرض متعلقان بمحذوف صلة الموصول، وجميعا حال {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما} الواو حالية، وللّه جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وملك السموات والأرض مبتدأ مؤخر، وما بينهما: الواو عاطفة على ملك وما اسم موصول، والظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول {يَخْلُقُ ما يَشاءُ} الجملة مستأنفة مسوقة لبيان أنه سبحانه خالق الخلق حسب مشيئته {وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} الكلام مستأنف مسوق لبيان قدرته تعالى على كل شيء، فكل ما تعلقت به مشيئته ينفذ بقدرته، وإنما يعد بعض خلقه غريبا بالنسبة إلى علم البشر الناقص، لا بالنسبة اليه تعالى. وقد تقدم اعرابها.

.[سورة المائدة: الآيات 18- 19]

{وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)}.

.اللغة:

{فترة} من فتر الشيء إذا سكن أو زالت حدته، وقال الراغب:
الفتور: سكون بعد حدة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة. وذكر الآية. والمراد بها هنا انقطاع الوحي وظهور الرسل عدّة قرون.

.الإعراب:

{وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى} الواو استئنافية، وقالت اليهود فعل وفاعل، والنصارى عطف على اليهود {نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} الجملة مقول قولهم، ونحن مبتدأ وأبناء اللّه خبر، وأحباؤه عطف على أبناء الله: {قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} الكلام مستأنف مسوق للرد على هذه الأقوال. وقل فعل أمر، والفاعل أنت والفاء هي الفصيحة، أي:
إذا كنتم كما تزعمون فما باله يعذبكم بما تقترفونه من الذنوب! ولم اللام حرف جر، وما اسم استفهام حذفت ألفه لدخول حرف الجر عليه، والجار والمجرور متعلقان بيعذبكم، ويعذبكم فعل مضارع ومفعوله، والفاعل هو، وبذنوبكم جار ومجرور متعلقان بيعذبكم أيضا، والجملة كلها مقول قولهم، وجملة لم يعذبكم لا محل لها لأنها واقعة جواب شرط غير جازم {بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} بل حرف إضراب وعطف على محذوف متصيّد من مفهوم الكلام السابق. أي: فلستم حينئذ بهذه المثابة من القرب اليه سبحانه. وأنتم مبتدأ وبشر خبر، وممن جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لبشر، وجملة خلق صلة الموصول {من} {يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ} الجملة مستأنفة، ولمن جار ومجرور متعلقان بيغفر، وجملة يشاء صلة، وجملة يعذب من يشاء عطف على الجملة الآنفة {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} الجملة مستأنفة، وللّه متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وملك السموات مبتدأ مؤخر، والأرض عطف على السموات، وما عطف أيضا، والظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول، واليه المصير الواو عاطفة واليه جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والمصير مبتدأ مؤخر، والجملة معطوفة على جملة وللّه ملك السموات والأرض {يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا} يا حرف نداء، وأهل الكتاب منادى مضاف، وقد حرف تحقيق، وجاءكم رسولنا فعل ومفعول به وفاعل، والجملة مستأنفة {يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} جملة يبين في محل نصب على الحال من {رسولنا}، أي: مبينا لكم ولكم متعلقان بيبين، وعلى فترة جار ومجرور متعلقان بجاءكم، أي: جاءكم على حين فتور من إرسال الرسل وانقطاع الوحي، أو بمحذوف وقع حالا من ضمير يبين، أو من ضمير لكم.
أي: يبين لكم ما ذكر حال كونه على فترة من الرسل، أو حال كونكم عليها أحوج ما كنتم إلى البيان. ومن الرسل جار ومجرور متعلقان بمحذوف وقع صفة لفترة، أي: كائنة من الرسل {أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ} أن تقولوا المصدر المنسبك من أن والفعل بعدها مفعول لأجله على حذف مضاف، أي: كراهة قولكم، أو منصوب بنزع الخافض، مع تقدير النفي، أي: لئلا تقولوا، وجملة ما جاءنا في محل نصب مقول القول، ومن حرف جر زائد، وبشير فاعل محلا لجاءنا، ولا نذير عطف على من بشير {فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} الفاء هي الفصيحة، أي: إذا اعتذرتم بذلك فقد جاءكم بشير ونذير.
وجاءكم بشير فعل ومفعول به وفاعل، ونذير عطف على بشير، والجملة لا محلّ لها من الاعراب لأنها واقعة في جواب شرط غير جازم {وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} الواو استئنافية، واللّه مبتدأ، وقدير خبره، والجار والمجرور متعلقان بقدير.

.[سورة المائدة: الآيات 20- 21]

{وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعالَمِينَ (20) يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (21)}.

.الإعراب:

{وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ}: كلام مستأنف مسوق لبيان ما فعلوه، وما صدر عن بعضهم بعد أخذ الميثاق. وإذ ظرف لما مضى متعلق باذكر محذوفا، والخطاب للنبي ليعدّد عليه ما صدر عنهم، وجملة قال موسى من الفعل والفاعل في محل جر بالإضافة، ولقومه متعلقان بقال: {يا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} الجملة في محل نصب مقول القول، ويا حرف نداء، وقوم منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة، واذكروا نعمة اللّه فعل أمر وفاعل ومفعول به، وعليكم متعلقان بنعمة {إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِياءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} إذ ظرف لما مضى متعلق بالنعمة، وجملة جعل في محل جر بالإضافة، وفيكم متعلقان بجعل على أنه مفعول به أول لجعل، وأنبياء مفعوله الثاني، وجعلكم ملوكا عطف على ما تقدم، وملوكا مفعول به ثان {وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعالَمِينَ} الواو عاطفة، وآتاكم فعل ومفعول به أول، والفاعل هو، وما اسم والمجرور متعلقان بادخلوا، والمقدسة صفة للأرض {الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} التي صفة ثانية للأرض، وجملة كتب اللّه صلة، ولكم جار ومجرور متعلقان بكتب {وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ} الواو عاطفة، ولا ناهية وترتدوا فعل مضارع مجزوم بلا، والواو فاعل، وعلى أدباركم متعلقان بمحذوف حال من فاعل ترتدوا {فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ} الفاء عاطفة، وتنقلبوا معطوف على ترتدوا فهو مجزوم مثله، ويجوز أن تكون الفاء هي السببية لتقدم النهي عليها، فهو منصوب بأن مضمرة بعدها، وخاسرين حال.

.الفوائد:

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم أربعة أقسام:
1- ما فيه لغة واحدة، وهو المعتل بالياء أو بالألف، فإن ياءه المضاف إليها واجبة الثبوت والفتح نحو: يا قاضيّ ويا فتاي.
2- ما فيه لغتان: وهو الوصف المشبه للفعل المضارع، ونعني به اسمي الفاعل والمفعول ومبالغة اسم الفاعل، فان ياءه ثابتة دائما، وهي إما مفتوحة وإما مكسورة، نحو: يا مكرمي ويا ضاربي.
3- ما فيه ست لغات: وهو ما عدا ذلك، وليس أبا ولا أمّا، نحو: يا غلامي، فالأكثر فيه حذف الياء والاكتفاء بالكسرة، نحو:
يا غلام، ثم ثبوتها ساكنة على الأصل، نحو يا غلامي، أو مفتوحة، نحو: يا غلامي. ثم قلب الكسرة فتحة والياء ألفا، نحو: يا حسرتا.
ثم حذف الألف المنقلبة والاجتزاء بالفتح، فتقول: يا حسرة، ثم حذف الياء والاكتفاء بنيتها وضم الاسم المضاف للياء، مثل: يا غلام.
4- ما فيه عشر لغات: وهو الأب والأم، ففيهما مع اللغات الست المتقدمة أربع لغات أخر، وهي أن تعوض تاء التأنيث من ياء المتكلم وتكسرها وهو الأكثر، أو تفتحها أو تضمها وهو قليل، وربما جمع بين التاء والألف، فقيل: يا أبتا ويا أمتا.

.[سورة المائدة: الآيات 22- 23]

{قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ (22) قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)}.

.اللغة:

{جَبَّارِينَ}: الجبار: العاتي المتمرد، فعّال، من جبره على الأمر بمعنى أجبره عليه، وهو الذي يجبر الناس على ما يريد. والمراد هنا أنهم ذوو قوّة.

.الإعراب:

{قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْمًا جَبَّارِينَ} الجملة مستأنفة، وقالوا فعل وفاعل، وجملة النداء وما بعدها مقول قولهم، وفيها متعلقان بمحذوف خبر إن المقدم، وقوما اسمها المؤخر، وجبارين:
صفة ل {قوما} {وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها} الواو عاطفة على ما تقدم، وإن واسمها، وجملة لن ندخلها خبرها، وحتى حرف غاية وجر، ويخرجوا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعدها والجار والمجرور متعلقان بندخلها، ومنها متعلقان بيخرجوا {فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ} الفاء استئنافية، وإن شرطية، ويخرجوا فعل الشرط، والفاء رابطة لأن الجملة بعدها اسمية لا تصلح جوابا، وإن واسمها وداخلون خبرها، والجملة في محل جزم جواب الشرط {قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا} الجملة استئنافية، وقال رجلان:
فعل وفاعل، ومن الذين جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة، وجملة يخافون لا محل لها لأنها صلة الموصول، وجملة أنعم اللّه صفة ثانية أو معترضة فتكون لا محل لها، ولابن هشام قول فيها نورده في باب الفوائد، وعليهما متعلقان بأنعم {ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ} الجملة في محل نصب مقول قول الرجلين {فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ} الفاء استئنافية، وإذا ظرف مستقبل متضمن معنى الشرط وهو متعلق ب {غالبون} وجملة دخلتموه في محل جر بالإضافة، والفاء رابطة لجواب إذا، وإن واسمها، وغالبون: خبرها {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} الواو استئنافية، والجملة مستأنفة مسوقة لتوصيتهم بالاتكال على اللّه أولا، والأخذ بأسباب الحيطة والحذر ثانيا، والفاء في قوله: {فتوكلوا} جواب أمر محذوف لابد من تقديره: تنبّهوا فتوكلوا على اللّه، وعلى اللّه متعلقان بتوكلوا، كما قالت العرب: زيدا فاضرب، تقديره: تنبه فاضرب زيدا، وكثيرا ما يأتي معمول ما بعد الفاء متقدما عليها. وإن شرطية، وكنتم فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمها ومؤمنين خبرها، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، أي: فتوكلوا.

.الفوائد:

1- قال ابن هشام في صدر حديثه عن هذه الآية: قوله تعالى: {قال رجلان من الذين يخافون أنعم اللّه عليهما} فإن جملة: {أنعم اللّه عليهما} تحتمل الدعاء فتكون معترضة والإخبار فتكون صفة ثانية، ويضعف من حيث المعنى أن تكون حالا، ولا يضعف في الصناعة لوصفها. هذا ما قاله ابن هشام، ولم يبين ابن هشام رحمه للّه وجه الضعف من حيث المعنى، فإن جعلها حالا يقتضي أن قولهم في وقت إنعامه فقط، مع أن قولهم لا يتقيد بذلك. والحاصل أن الحالية تقتضي تقييد العامل مع أن المعنى ليس على التقييد.
2- عبارة السمين: وقال الشهاب الحلبي المعروف بالسمين:
في هذه الجملة خمسة أوجه، أظهرها أنها صفة ثانية فمحلها الرفع، وجيء هنا بأفصح الاستعمالين من كونه قدّم الوصف بالجار على الوصف بالجملة لقربه من المفرد. الثاني أنها متعرضة، وهو أيضا ظاهر. الثالث: أنها حال من الضمير في {يخافون}، قاله مكيّ.
الرابع: أنها حال من {رجلان}، وجاءت الحال من النكرة لتخصصها بالوصف. الخامس: أنها حال من الضمير المستتر في الجار والمجرور، وهو {من الذين} لوقوعه صفة لموصوف، وإذا جعلتها حالا فلابد من إضمار {قد} مع الماضي، على خلاف في المسألة.
3- الرجلان اللذان أنعم اللّه عليهما هما يوشع بن نون، وهو الذي نبئ بعد موسى. وكالب بن يوقنا، وكالب بفتح اللام وكسرها.